غــداَ نـلـتـقـى

جزء من أرشيف الشاعرة باكزة أمين خاكي.


الصفحة الرئيسيه | نور من الأخاء | أماه | الطاحونه | خائنه | وداعاً سرس الليان | ورقاء العراق |

شعر - قصائد متنوعة



1 ورقاء العراق

"في وداع أستاذتي عاتكة وهبى الخزرجى"


أستاذتي تلك السنون مررن بي
طيفـاً يحلق للعـلا بسـمـاكِ
يا حسنها يا سحرها من فترة
كانت تضئ ظلامـها نجـواكِ
علمتنا لغةَ البيان ولم تكـن
لغـة البيـان يسيـرةً لـولاكِ
هذى الدروس قليلة في عمرها
فنفوسنـا ظمأى لرى جنـاكِ
باريس.. ورقاء العراق توجهت
في الجــو ظامئةً لورد صفاكِ
قد ودعتها دجلةٌ حيرى وكم
في موجها من ضاحك أو بـاكِ
تبكى ولو نفع الأنين لأرسلت
في الجو أنـة قلبـها المشتـاكِ
وتحنُ ما جدوى الحنين وهذهِ
صـورَ النوى باحت بها عيناكِ
رحماك شاعرة العراق فهذه
لغـةُ البيان تضيق عن معنـاكِ
ذي لحظة التوديع لم تترك سوى
ذكرى يعطرها الوفـا بشـذاكِ
ذكرى لعهدٍ كنت فيه منارنا
ما أظلـم الدنيا بـلا ذكـراك
ذكرى الأخوة والأخوة لم تزل
ريانـة نشوى بنفـس وفـاك
ذكراك تبعث فى النفوس رنينها
ما يفعـل الناقـوس بالنسـاكِ

. . . . . . . .


سيرى فمسعاك الجميل يصونه
ربٌ أحـاط بحفظـه مسعـاكِ
فالنـأى نرضاه على آلامـه
إذ أن في النـأى الطويل علاكِ

. . . . . . . .


فتياتك اللاتي اجتمعن تصاعدت
دعواتها كي تبلــغي مرمـاك
وتطـل ترقب ساعة رفاقـة
فيها تُنـار ربـوعنا بسنــاكِ
فلأنت في هذه الربوع فَخارها
كالشمس ساطعةً على الأفلاكِ
ولأنت فى دنيا الكمال فريدةُ
بـل أنت شاعرةٌ بثوب ملاكِ

. . . . . . . .




نشرت فى جريدة اليقظة وفى جريدة الفجر بعد أن القيت فى وداع الشاعرة 1951 . (1)





الصفحة الرئيسيه